عن مصانع الالبان والاكتفاء الذاتي واشياء اخرى

 عن مصانع الالبان والاكتفاء الذاتي واشياء اخرى

الايام نيوز - احمد الكاف

قبل عهد قريب كانت بلادنا مكتفية ذاتيا من الغذاء والبناء والدواء ايضا بل كانت تصدر الكثير من المنتجات الغذائية كالحبوب وبن القهوة  والزيوت النباتية

بيد انه وفي مرحلة من مراحلها الحديثة ظهر ت طفرة جديدة اطلق عليها استيراد وتصدير وفي مرحلة اخرى اختفت الاخيرة وظلت الاولي (استيراد)وغدى شعبنا ووطننا رهين السياسة الاقتصادية واخواتها مع اننا نملك كل مقومات الانتاج والتصنيع غير ان صناعاتنا صناعة تحويلة تعتمد علي مواد خام مستورة وماعلينا الاالماء فقط(only) رغم توفر مواد الخام المحلية 

معانا في اليمن ثلاثة مصانع كبيرة لانتاج الحليب ومشتقاته  ..تملكهن ثلاث بيوت تجارية هي ...شركة الالبان اللي تملكها بيت هائل  ...والثانية شركة نانا و تملكها اسرة عبد الجليل ردمان ..ووالثالثة شركة الالبان يماني ويملكها اخوان ثابت

وهذي المصانع الثلاثة شغلهم يعتمد على الربح السريع  فقط ..وهذا مشروع ومفهوم  فاي تاجر يشتغل عشان يربح وقد ربحوا المليارات 

كيف يعني يعتمدوا على الربح السريع ؟؟؟؟

يعني يستورد المصنع شوالات من الحليب المجفف من دولة اوروبية ...... يفتح العامل  في المصنع  ثلاثين كيس  في اول خط الانتاج ويسكبهم في الخلاطة ويفتخ صنبور الماء يعبي الخلاطة 

وتخرج من  ااخر الخط  الانتاجي في مصانعهم حمولة قاطرة  زبادي الهنا او زبادي نانا او زبادي يماني وحمل ياليد وبيع واربح ......

وهكذا في بقية الخطوط  ماعلى العامل اللي يسكب حليب مجفف مستورد  وتخرج في ااخر الخط  حليب البقري ...حليب الاخضروصل  ... حليب الممتاز  حليب يماني بيبي ...عصير  سبعة نجوم  وحليب الهنا بالموز و ايسكريم  نانا 

وصب ياليد شوالات حليب مستورد  وحمل وبيع  واربح فيسع فيسع ....وكدس ثروات ....والربح مش عيب

 انما اللي مش مفهوم ولا مبرر ان احدث شركة من هذه الشركات  بتشتغل في اليمن من اربعين سنة وراس مال الشركة مليارات

 

فعيب كبير ان شركة عملاقة  تظل لاربعين سنة تشتغل بنفس عقلية تاجر ناشىء باع ارضية واشترى مكينة يعبي ماء او يعبي صلصة وسماه مصنع

في كل بلاد الدنيا  مثل هذه الشركات الكبيرة تشتغل للربح  

 وملزمة قانونيا واخلاقيا انها تفكر وتعمل باستراتيجية  تخدم الوطن 

امريكا اثرى دولة في العالم  ماتقولش خلاص هي دولة غنية ومش محتاجة  تترعوي وتحلب بقر 

تنتج امريكا سنويا  100 مليار كيلو جرام من الحليب ....ومصانعها تملكها بيوت تجارية زي اليمن ...انما ناس بيفكروا ويشتغلوا للمستقبل 

كل شركة البان امريكية  تشتري 15000 الف بقرة ,, وتعمل بجوارهن ثلاثة مصانع  ....

مصنع للحليب بانواعه مجفف ...سائل ...مركز .....

مصنع لمشتقات الحليب .... حقين ... اجبان مالحة بكل الانواع ..جبن مثلث ...زبدة ...قشطة ...كر يمات وكل مشتقات الحليب 

ومصنع ثالث للحوم ... البقرة  نوع مميز جيرسي قيمتها الف دولار ...واضافة لانها تنتج مائة الف كيلو  حليب خلال العشرة سنوات قبل ان تذبح وتستبدل ...كمان بتولد عشرة عجول والعجل الذكر يشلوه مصنع اللحوم والانثى يحلبوها لمصانع الحليب ومشتقاته

فممكن افهم ان مصانع البسكوت تستورد  الدقيق  وحمل القاطرة ياليد..... لان مناخ اليمن يصعب فيه انتاج القمح .....

ممكن افهم ان مصانع الزيوت تستورد زيت وتعبي ...او تشتري مزارع جاهزة في الشرق الاقصى لان استزارع النخيل ا يحتاج لاكثر من عشر سنين وهم مستعجلين على الربح 

اما الحليب ومشتقاته  فمش مفهوم ولا مبرر لا اخلاقيا ولا وطنيا  استمرارهم على العمل بطريقة الربح السريع لنص قرن  ...

كل اللي عليهم  ان كل شركة من هولاء يشتروا  خمسة الف بقرة  فريزيان هولشتاين من المانيا او هولندا ......

 المانيا اثرى دول اوروبا بتبيع بقر مش عيب وتنتج من اقليم بافاريا لوحده 30 مليار لتر حليب اضافة لمشتقاته 

كل اللي عليهم يشتروا ارض  لاتصلح للزراعة والارض عندنا ارخص بكثير ويشغلوا عمال والعمال عندن ارخص بكثير فمتوسط اجرة العامل في مزرعة حليب في امريكا او اوروبا 33 دولار في الساعة 

ويشتروا خمس الف بقرة  اعمارهن سنتين ونص بخمسة مليون يورو ويبداوا الانتاج وباينتجو  الحليب وكل مشتقاته 

مش يروحوا يستوردوا حليب مجفف من هولند  الثرية الغنية واسكب ياليد واللي مايجيش بالسهل زي الاجبان والزبده يستوردوه جاهز وبيع ياليد واربح

 طيب افرض يجي يوم وتحصل لنيوزلندا وهولند مشكلة ويبطلين بقرهم يحلبين.. منين باتستوردوا لمصانعكم حليب مجفف وايش ياكل الشعب اللي راكن عليكم ؟؟؟؟؟؟؟

فالمصانع الانتاجية في معظم بلدان العالم تعتمد في صناعاتها علي المواد الخام المحلية واجراء الابحاث والدراسات علي تنميتهاوخلق  توازن بين انتاج المواد الخام والصناعات الانتاجية الا في بلادنا وفي ظل مايعانيه وطننا وشعبنا من عدوان ظالم وحصارجاءر تسعى قيادتنا الثورية والسياسية نحو الاكتفاء الذاتي ومن خلال توفير متطلبات الشعب الغذائية من ناتجنا المحلي زراعيا كان اوصناعيا يعتمد على المواد الخام المحلية نه ومن هذا المنطلق تم دعم وتشجيع الانتاج الزراعي ومن خلال دعم المزارعين ومربي المواشي وعبرجمعيات زراعية وانتاجية وتسويقيه ومنها جمعيات تجميع الالبان وتسويقيها لمصانع انتاج الالبان ومشتقاته وفي بلادنا ثلاثة مصانع لانتاج الالبان ومشتقاتها وان كانت هذه المصانع تعتمد علي بودرات الالبان المجففة والمستورده من الخارج الا ان جمعيات تجميع الالبان وتسويقه استطاعت وعبر مربي الابقار من توفير مانسبته ٢٠/في الماءة من متطلبات مصانع الالبان وهي علي استعداد لتوفير اكثر من ذلك تحقيقا لتوجيهات قيادتنا الثورية والسياسية نحو الاكتفاء الذاتي

بيد انه وفي الاونة الاخيرة سعت ادارات وملاك مصانع الالبان للحد من الاعتماد علي الانتاج المحلي وتخفيض نسبة الإعتماد عليها وزيادة الاعتماد علي بودرة الالبان المستوردة في ظاهرة خطيرة تهدد منتجي الالبان المحلية ففي الاوانة الاخيرة وجهت احدى مصانع انتاج الالبان مذكرة الي احدى جمعيات تجميع وتسويق الالبان لتخفيض نسبة الإعتماد علي الالبان المحلية والتي لاتمثل سوى ١٠٪من احتياجات هذا المصنع بدلا من رفع نسبة الاعتماد علي منتجاتنا المحلية مما يشكل خطرا علي منتجي الالبان المحلية وتعرضهم لخسارة فادحة

فهل تسعى قيادتنا الثورية والسياسية الي الزام ملاك مصانع الالبان بالاعتماد علي الالبان المحلية والحد من الاعتماد علي بودرة الالبان المستوردة تنفيذا وتحقيقا الاكتفاء الذاتي