ان البقر تشابه عليهم !!
إن البقر تشابه عليهم!!
الايام نيوز - عبده العبدلي
عندما تجمعك الصدفة بكبار التجار اليمنيين في مناسبة ما ، وتستمع إليهم وهم يتحدثون عن طفولتهم وشبابهم وكيف عاشوا تلك المرحلة من العمر في القرية يذهلونك بحديثهم عن الأم الريفية واهتمامها بالبقرة واعتماد الأسرة عليها كمصدر رزق وغذاء ، فمنها يحصلون على الحليب والسمن والحقين والأجبان وغيرها من المشتقات الأخرى.
وأنت تستمع إلى حديث أولئك التجار تستغرب لحالة العصيان التي طرأت على حياتهم ، وكيف انقلبوا على ذلك الإرث الصحي الجميل ، واصبحوا عاقين لأمهاتهم ، متنكرين لدور البقرة حين تراهم يصرون على استيراد كميات كبيرة من الحليب المجفف "البودرة" لاستخدامها في صناعة الحليب ومشتقاته بعد أن أصبحوا من كبار ملاك مصانع الألبان في اليمن.
الإصرار على إستيراد هذه المادة في ظل وجود الحليب الحيواني الطازج يعد تمردا على بقرة القرية وموقفا واضحا من توجه الدولة والحكومة في دعم وتشجيع المزارعين والأسر الفقيرة المنتجة للحليب في محافظة الحديدة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي ، كما أنه يمثل دعما سخيا للبقرة اليهودية بنت اليهودي الذين يفترض أننا على عداء معهم.
لسنا ضد الاستيراد ، لكننا نخشى أن تتكرر مأساة اليمنيين ثانية ف "ماء غريب" الذي أخذ شهرة كبيرة في القضاء على الوجع والمغص عند الأطفال اكتشف بعد عمر طويل أنه يحتوي على نسبة من مادة الكحول ، وهو مانخشاه من استيراد "البودرة" التي تدخل في صناعة "الزبادي" خصوصا وأنه قد أصبح رائجا لدى اليمنيين أن "الزبادي" هي العلاج الأنجع لإيقاف حالات الاسهالات الشديدة.
دمتم بصحة وسلامة ودامت البقرة اليمنية.
تعليقات
إرسال تعليق