سيناريو يوم صعب ــــــ
سيناريو يوم صعب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الايام نيوز - شادي ابراهيم
داخلي . ليلي داخلي. نور داخلي
نهار يوم صعب داخلي بطيء .... بين أربعة جدران عارية .. لاصورة ،لانافدة،لاظل انسان ..
هل كنتِ معي في ذلك الليل الداخلي الطويل ؟ وكم مر من الزمن ؟ هل انتِ معي الاُن ؟
مهما مر من الزمن ، فهو يوم واحد بطيء ، يزحف على صدري كفيل فقد أرجله..
في يوم ما ، في نهار ما ، تحت شمس ما ، كنت انتمي الى السماء الزرقاء والى امتدادات لا اخر لها من البساط الاخضر ، الذي يجاوره شريط من الرمل يفضي الى امتدادات لا آخر لها من البساط الازرق ، وكنت أنت معي . هذا مؤكد .. ام تخونني الذكرة ؟
هل وجد حقا البحر والسماء والاخضر اللامتناهي ؟
وانتِ .. هل انتِ موجودة ؟ اذاكنتِ حقا موجودة اذن ما اسمك ؟
يتجسد في الظلام طيف اخضر ، الفتاة في فستان صيفي أخضر منقوش بزهور ضئيلة بيضاء بمجرد حلوله يصبح التنفس أسهل ، وكأن هواء البحر ألغى الزنزانة المصمتة ذات الجدران الرطبة
_ بهذه السرعة نسيت اسمي ؟ ياجاحد .. يا ناكر النعمة .
( يأخذ نفساُ عميقاُ من الهواء المنعش الذي جلبته فكره حضورها ...
مجرد فكرة حضورها ) لم أنس شيئا .. لكنك كنتِ ترتدين فستاناُ ازرق غامقاُ ،، وكان شعرك مرفوعاََ لأعلى ... ولكن هي انتِ ... أنتِ أنتِ بالتأكيد أنتِ أنتِ
_وهل لأني غيرت فستاني تنسى اسمي ؟
_لم انس شيئاََ.. أؤكد لك ..( يحاول بكل كيانه ان يتذكر اسمها ) لو كنت نسيت الاسم .. أنتِ لايمكن ان أنساك
_ سأغفر لك لأنك تبدو تعيساََ للغاية .. شعرك طويل وكذلك لحيتك .. كأن شجرة غير مشذبة نبتت في رأسك ووجهك ... وما هذا المكان ؟( تمر بأناملها على الجدران العارية التي تنزف ماء عطناََ بارِِِداََ) منذ متى هذا ؟
لا أدري فالضوء لا يتغير أبداََ . دائماََ ليل داخلي أبدي ، راسخ كجمل راقد على بيضة عصفورة ، والشمس صارت افتراضاََ يحتاج الى اثبات هل توجد شمس في الخارج ؟
أنا لا أرى هنا أي دليل . ولكن ..كيف دخلت انتِ الى هنا ؟ (لا اجابة )
_ أحيانا يزورني ذلك الطيف لأخضر وأحياناََ يتغير لونه ، حين ترتدي لون الفراشة البرتقالية المنقوشة بقلوب بيضاء .. ذلك الثوب الذي كانت ترتديه حين رأيتها أول مرة .. وأحياناََ يصير لونه أزرق فاتحاََ كعيونها حتى لون عيونها تتغير بتغير الثوب والمزاج .. أقصد مزاجي أنا النفسي ..
_ الآن عيونها شديدة السواد والمقت ، أراها بوضوح رغم الظلام المحيط من شدة التماعها.. الماذا تنظر لي بكل هذه الكره ؟
_ لأنك انت كسرت اللعبة ... الكرة البللورية التي خبأنا فيها قوس قزح ، ليكون لنا وحدنا .. أنت حطمت الكرة البللورية وأضعت قوس قزح ... أكرهك .
لم أفهم شيئاََ . وحين حاولت أن أستوضحها كانت قد أختفت ...
لقد فهمت الآن . من طول الحبس في مكعب رطب مظلم فقدت عقلي ، فصرت أتخيل أشياء ، وأرى الواناََ وأسمع أصواتاََ وأقيم علاقات حب مع نساء من هواء.
_ ها أنذا قد عدت
كانت في فستانها الذي أحبه ، تحمل سلة فيها فاكهة وخبز وحليب ، قد عادتِِ
لتوها من السوق ، تحمل في عينيها من الطيبة ماتكفي الطعامنا وشربنا عمراَ
كاملاََ وفوقة أعمار ..
لقد نعست اذن وأنا في أنتظارها . كانت في السوق وعادت . وكنت أنا في زنزانة ِ الحلم الذي أحمد الله على أنه حلم ..
وعلى أنها _ هي _ حقيقة
شيء واحد كان يشبه الحلم : فستانها الزرق الذي احبه .. المنقوش بقلوب بيضاء .. شارة على وجودها... لقبتها ... لقبها الذي تستحقه (سيدة القلوب البيضاء )
تعليقات
إرسال تعليق